Friday, March 13, 2009

الفيدراليّة لن تحمي أحداً.......


الفيدراليّة لن تحمي أحداً.......

قصبة مرضوضة في مهبّ الريح ، لن تصمد أبداً ؛ تنقصف ، تنحني وتيبس والعشب اليابس مصيره النيران

أُحتل العراق وبالرغم من الممانعة التركيّة يصبح إقليم كردستان ، وإقليم الجنوب ،و الوسط دويلات و باقي الأقاليم على الطريق .....والله أعلم كم إقليماً وكم دولة تنشأ في وطن بلاد الرافدين ......

ووطن الأرز أتريدونه أيها اللبنانيّون دويلات وأقاليم أيضاً؟!.... أم إنّكم تريدونه وطناً كما حلمنا به جميعاً؟!
فلا تحطّمون أحلام صبانا ..... وطموح شبابنا ..... لا تقتلوا الفرحة في أعين أطفالنا عندما يلتقون للهو ولا فرق عندهم كم تساوي الألعاب التي أُهديت إليهم . لأنّ ليس همّهم الثمن بل همّهم اللعب حتى ولو في التراب ، لافرق عندهم وتبقى ضحكات الطفولة هي أجمل الضحكات في حياتهم .
أطفالنا لا يعلمون شيئاً عن المزارع ،و الزعامات والطوائف و المذاهب ....
أطفالنا البراءة في أعينهم ..... رجاء" لا تقتلوا تلك البراءة بالحقد الذي زرعته طموحات كلّ زعيم من زعاماتنا في محيطه ومناطق نفوذه .
فغدت محميّات نلك الزعامامت تصدر فيروسات مذهبيّة وطائفيّة قاتلة في كل الأنحاء .... فانعدم التطوّر والتقدّم والإنماء وسادت لغة قابيل أوّل قاتل في هذه الدّنيا ......

علينا أن نعلم إخواتي وإخوتي أن الفيدراليّة فعلاً قصبة مرضوضه في مهبّ الريح وحقول القصب إن إجتمعت أصبحت غابة وتلك الغابة تعيد مجد غابة أرز الوطن .
جذور غابة الأرز تلك لا تعد ولا تحصى من العظماء الذين كوّنوا هذه الحضارة الإنسانيّة العالميّة التي يعيشها الجنس البشري ؛ وذلك قبل نشوء الديانتين المسيحيّة والإسلاميّة بقرون كثيرة .....

إنّه لفخر عظيم أن نشارك في المواطنيّة مع أولائك الذين صنعوا الأبجديّة ونشروها في العالم برمزهم المعلّم قدموس .
وإنّه لفخر وشرف عظيمين أنّ أوقليدس إبن صور الذي ما يزال كتابه يُدرّس لطلاب الرياضيّات حتى هذه الساعة والذي ينتمي إلى غابة الأرز تلك ....
والفاتح هانيبال إبن قرطاجة بنت صور وبنت لبنان .....
والمجد للبنان الوطن إن هيكل سليمان قد بناه المهندس اللبناني حيرام مستعيناً ببنّائين لبنانيين وبأرز لبنان .

ويزيد لبنان عظمة ورفعة أن القانون الحديث قد تأسّس على مبادئ وتقنين جوستينيان الذي وضعه أساتذة مدرسة الحقوق في بيروت التي إزدهرت خمسة عشر قرناً من الزّمن على الأقلّ مما أعطى لبيروت لقب أمّ الشرائع مع لقب " أمّ السماء والأرض " وأمّ أوروبا .

ويأتينا الإمام الأوزاعي أحد أكبر صانعي الشريعة الإسلاميّة وأوّل المدافعين عن حقوق الإنسان في لبنان.

وعصرنا الحديث بالرغم من الكبوات إنّه لفخر لنا أن يكون منّا الأستاذ عبد الله العلايلي أعلم علماء اللغة العربية وصاحب كتاب أين الخطأ .....

وأيّ شرف كبير للبنان أن يضم إلى أبنائه أيضاً شعراء المهجر والعديد من شعراء الحداثة ..... وصاحب " النبيّ " جبران خليل جبران رافع راية الوطن الأدبيّة في العالم .
كل هذا تعمّد بذكرى السادس من أيّار بشهداء إفتدوا شرف وطنهم بدمائهم ..... حمد العريسي الخازن عقل ورفاقهم ....
وتاريخ الشهادة يمتد ويضرب جذوره معلناً تحرير الجنوب وتحرير كلّ الأرض التي أُغتصبت قسراً ... ليُصان لبنان ..... وهكذا يحق لنا أن نقول :
يا شعب لبنان العظيم .... أجل ما أعظم هذا الوطن .... فلم يبخل أبداً أن يأتي بعظماء يصنعون التاريخ ....وللذكرى شجونها........

كم هي عظيمة تلك الصرخة المدوية التي أُطلقت في بداية حرب التحرير ..... تحرير لبنان من الإحتلالات في وقت كانت العفونة وما زالت تملأ رائحتها هواء الوطن في وقت فقدت فيه السيادة والحريّة في وقت كان المتحكّم في مصير ومستقبل الوطن أناس لا يتشرّف أحد أن يكون مواطناً لهم ولم يسمعوا قطّ بقدموس أو هانيبال أو أحيرام أو مدرسة الحقوق أو الأوزاعي أو العلايلي أو سعيد عقل وجبران وجميع الشهداء .....

كم هي عظيمة ومدويّة تلك الصرخات في أوائل التسعينات لإنشاء الجبهة العالميّة لتحرير لبنان .... عنوانها وشعارها الأساسيّ التحرير .....
تحرير الأرض وتحرير الذهنيّة اللبنانيّة ، والتحرير بقوّة الكلمة والإقناع وليس بلغة قابيل والرجوع إلى بدء البشريّة .
كلّ الصرخات وكلّ الجهود تمحورت لإعادة الوطن إلى أهله ؛ لإعادة المواطن إلى دولته .....
فتصبح الدولة هي المواطن والمواطن هو الدولة .....
وتندثر إلى الأبد دويلات المزارع والمذاهب والطوائف .....

كم هي عظيمة ومدوية تلك الصرخات ؛لكن أين هي المصلحة اللبنانيّة في تلك الحقبة التاريخيّة السوداء من تاريخ الوطن .
فمن يعبّر عن المصلحة اللبنانيّة ومن هو الذي يدافع عنها ؟!
الزعامات والحكومات ؟؟؟؟

إن كلّ الحكومات الأجنبيّة التي وُجدت في لبنان زعماء يتعاطفون كذباً معها ويعرضون إستعدادهم لمعاونتها على تحقيق مصالحها دون أيّ إكتراث بالمصلحة اللبنانيّة .....
هؤلاء كانوا وما زالوا رجال السياسة والأعلام وللأسف رجال الدين أيضاً .
تطوّعوا ويتطوّعون الآن لتضليل الشعب اللبنانيّ خدمة للمصالح الشخصيّة والأجنبيّة ..... فهل المطلوب حقّاً أن تكون الحكومات السوريّة والإسرائيليّة والأمريكيّة أشدّ حرصاً على المصلحة اللبنانيّة من اللبنانيين أنفسهم ؟!

كنا وما زلنا نتساءل ونقول ؛ هل إن أساس العلّة في التدخّل الأجنبي والإحتلال فقط ؛ أم إن أصلها في شيئ آخر .... وماهو يا ترى هذا الشيئ ؟!
ماذا كان أصل العلّة في التدخّل الأجنبي والإحتلال فقط .... فإن لبنان سيستعيد عافيته حقّاً لدى جلاء آخر جندي غريب عن التراب اللبنانيّ .وهذا وللاسف ليس الحال.. أمّا إذا كان أصل العلّة شيئ آخر ؛ فقد لا يحصل مثل هذا الجلاء أبداً وإذا حصل فإن التدخّل الأجنبي سوف يتكرّر ....

ولقد أثبتت فعلاً التجربة وتوقعاتنا وتحليلنا للأمور بأن أصل العلّة ليس في الإحتلال بل في من جلب الإحتلال وجعله ممكناً ومستمرّاً كأنّه بلا نهاية . ولا بدّ من الإعتراف بأن الظروف الداخليّة والخارجيّة هي التي جلبت على لبنان الإحتلالات في ذلك الوقت المشؤوم .

فما هي يا ترى بعض الظروف التي أوصلتنا إلى التهلكة ؟
1. الصراع العربي الإسرائيلي
2. التفويض الدولي للسوريين في لجم الفلسطينيين في لبنان
3. هشاشة البنية السياسيّة والعسكريّة اللبنانيّة ؛ لبنان الضعيف ؟!

الظروف الداخليّة
1. فساد السياسيّين وعفونة الطبقة الحاكمة ومن ضمنها وللأسف رجال الدين والإعلام .
2. إضمحلال دور النخبة الوطنيّة وسعيها فقط إلى تحقيق الأرباح والمنافع الخاصّة بدلاً من المصلحة العامّة .
3. الطائفيّة التي ألّفت وتؤلّف الآن إمتداداً للنظام السياسيّ العثمانيّ الذي كان آخر شيء وصف به قبل سقوطه إنّه رجل أوروبا المريض .
4. تقلّص المفاهيم الخلقيّة المرتبطة بالعمل العام وضعف الرقابة القضائيّة والرقابة التشريعيّة من مجالس نيابيّة كان معظم أعضائها يشترون مقاعدهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة لدرجة إستعداد الطبقة الحاكمة للتعامل مع الخارج على حساب المصلحة الوطنيّة اللبنانيّة .

هذا ماكان بالأمس فهل يا ترىاليوم او الغدّ هو أفضل وأحسن وأقوى ؟!
هذا هو الأمس والتجارب أثبتت لنا جميعاً أن السوري لم يستطع أن يحمي مناصريه ..... والإسرائيلي و الأميركان أيضاً ؛ التجارب أثبتت لنا جميعاً أن أي استقواء بالخارج لن يعطي لنا وطناً ولن يصنع لنا سوى دمى متحرّكة بهلوانات مسرحيّة مضحكةو مبكية ندفع نحن المواطنون ثمنها غالياً ، والثمن فقدان الكرامة والحرّيّة والإستقلال وسيطرة الجوع والفقر والعوز لكلّ الطوائف والمذاهب دون إستثناء .

فعلينا أيّها الأحبّاء أن نعلم أنّ الإقليم المسيحي أو الإقليم الدرزي أو الشيعي أو السنّي ليس له حياة ولبنان بأجمعه ليس له حياة إذا لم نجتمع جميعاً تحت شعار لبنان الوطن ....
ولننبذ كلّ عوامل ورموز وشعارات التفرقة التي جعلت لبنان ملكاً لأشخاص وليس دولة عدل ومساواة .
تلبي النداء وقت النداء .
يا أيّها اللبنانيّون الأحرار قد أتى حقاً يوم التغيير والإنتصار .
والتغيير بإنتصار الذهنيّة اللبنانيّة الداعية إلى المواطنيّة الحقة للدفاع عن حقوق الوطن كوطن .....
فهل سنكتب فعلاً بحروفنا الأبجديّة تاريخ لبنان الجديد يا أحرار لبنان ....